دعوت الله يأخذها قريبا

ليس الحديث هنا عن

إسرائيل

ولا أمريكا أو

حتى كونداليزا رايس .

إنما يتحدث الشاعر العربى عن ابنته التى يحبها من كل قلبه .

لكن عقدة " البنت " التى سيطرت ولا زالت تسيطر على المجتمعات الشرقية ، قد ظهرت جلية فى أبياته حينما تحدث عن ابنته التى يحبها كثيرا ، لهذا الحد سيطرت فكرة كره المرأة والنظر إليها نظرة دونية ، حتى أصبحت هذه الفكرة أقوى عند هذا الرجل الشاعر من مشاعر حبه الحقيقية تجاه ابنته يقول الشاعر :

أحب بنيتى فوددت أنى

دفنت بنيتى فى جوف لحد

فإما أن أزوجها غنيا

فأبقى عنده فى ثوب عبد

وإما أن أزوجها فقيرا

فتبقى عنده والهم عندى

وإما أن أزوجها سفيها

فيلعن والدى ويسب جدى

دعوت الله يأخذها قريبا

فقد كانت أعز الناس عندى

عندما قرر أن ينظر إلى حال ابنته ، نظر إلى الزواج ، لم يفكر فى تعليمها مثلا أو رفع قدرها بين الناس أو وصف محاسن خلقها ، وهى أعز الناس عنده ، لا ، فكر فقط ، فى الرجل الثانى الذى سيستلم منه " البضاعة " التى عاش عمره يخزنها فى البيت خوفا عليها من السرقة ، وعندما خاف من ذلك الثانى ، خاف أن يلعن والده أو يسب جده ولكلهم رجال ، أما إذا سب أمه ولعن جدته فليس فى الأمر ما يثير الخوف ، وعندما افترض أن يكون مستلم البضاعة الثانى غنيا خاف هو على وضعه أمامه ، لم يفكر فى أن ابنته الغالية ربما كانت سعيدة ومنعمة بسبب غناه .

بالطبع يتضح جليا من الأبيات فكرة المجتمع العربى التى لا زالت إلى الآن تنظر هذه النظرة للمرأة بالرغم مما حقته الأخيرة من انجازات تحسب لها ، حتى جلست رجاء ناجى مكاوى على الكرسى فى المسجد وجلس ملك المغرب على الأرض يستمع إليها .

تظهر تلك النظرة الدونية للمرأة جلية هنا فى الصعيد خاصة عند المقارنة بين الرجل والمرأة ، وبالطبع مهما وصلت المرأة إلى مراكز عالية يظل الرجل رجل .

· بعيدا عن الأجواء الغبية ومن أجل بصيص من النور .

أضع ........ تعليق أخير .

الأبيات بالرغم ما تحمله من عنصرية ضد المرأة لكنى بالفعل اعتبرها من أجمل الأبيات التى قرأتها ، من الناحية اللغوية والفنية ، ومدى دقة الشاعر فى وصفه للحالة التى هو عليها ، وسبر أغوار نفسه الحزينة ، وتلك الدقة البلاغية العالية على استنطاق النفس وأدق المشاعر الانسانية ومزج كل هذا بالعقل المفكر الذى يبحث وراء الأشياء ووضع ذلك كله داخل إطار وصفى لحالة اجتماعية واقعية .