21 أكتوبر 2010

عندما كتبت عنه(2)

يا أيها البعيد الذى أنظر إليه بقلبى ، ترتسم ابتسامتك على جبينى وتغفو نظرتك فى أعماق قلبى ، هل تريد أن تعرفنى ، لا ، فاليوم ليس يومنا ، أيها البعيد ، لن تعرفنى اليوم ولا الغد ولا حتى بعد الغد ، لن تعرفنى طوال حياتك ، فأنا لست فى الدنيا ، كى ترانى أو تسمع صوتى ، أنا هناك فى عالم الغيب العميق ، عالم الأرواح الشفاف المتدثر بغطاء الحلم ، فلتبق مكانك ، وانتظرنى ، حتى أعود إليك بعد عودتى من هذا العالم البعيد ، أيها البعيد ، طف بأرجاء حديقتى الخضراء وارسم فوق القمر بعض دمعات حزينة كنت نسيتها بالأمس فوق أجندتك الشخصية التى تدون بها مذكراتك ، لا تخف لن أشى بك ، لن أقول لأحد أنك تحبنى أنا ، تحب ذلك الظل الدافىء الوثير فوق الحائط عندما أمر بجواره ، لن أقول للمرآة التى تنظر إليها كل يوم ، وتشق بوجهك عينها إنك بهذا تبحث عنى داخل وجهك المغبر بالصفات البشرية ، لا تضم أوراقى على صدرك هكذا فقد كدت تمزقنى داخلها ، واطمئن فسوف أزورك فى الحلم كل ليلة إن شئت ، سأتجول داخل قلبك الحنون الهادىء ، ألونه بألوانى الأرجوانية اللامعة التى تتمنى رؤيتها منذ مولدك ، لكن فلتحذر أيها البعيد من نشوتى الخائفة التى ترتعد أمام عينيك فى صورة عصفور طائر يأيتك فى الحلم ، فأنا أعشق الحرية ، لا تحاول الوصول إلى فلن تقدر ، وصدقنى محاولاتك سوف تنهى سعادتك وتكون أول جرة فرشاة فى لوحة أحزانك ، لا تذكرنى الآن بهذه اللوحة الخبثة التى رسمتها بالأمس أعرف ما تقصده من كل لون فيها ، ومن كل خط أيضًا ، أعرف أنك تحاول أن تلمس أجنحتى الطائرة ، ولا تخف أعرف أيضًا أن هذه مجرد مزحة منك ، لا أقل ولا أكثر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق