12 سبتمبر 2010

الشرطة فى خدمة المزز بس

تعودت أن أنشر خواطرى الأدبية التى يفيض بها خاطرى الأدبى ، ولم أكن أتصور أنى سأغضب يوما ما واكتب مقالا يحمل هذا العنوان ، لكنها الحقيقة التى رأيتها بأم عينى .


معتادة أنا فى صعيدنا الجميل أن أرى بعيونى التهور والعصبية القبلية ، وعرفت أن ما أراه فى التلفزيون عن الأخوة الصعايدة من تخلف وغباء حقيقى – والله العظيم- وأن الشرطة ليست فى خدمة الشعب لكنها فى خدمة زمرة المزز الحلوين خاصة لو كان وجههم محمرًا بسبب الغضب والقرف الذى يواجهونه ، لكنى لا ألوم على هذه الفتاة الجريئة التى خرجت وواجهت الضباط بصوت عال كى تحكى لهم عما حدث من دخول الرجال عليها فى بيتها ومن ضرب وإهانة وبينما هى كذلك أجد الشرطى الذى هو – فى خدمة المزز (الشعب سابقا)- ينظر إليها وبهدوء وثير كأنها تحكى له قصة ما قبل النوم ، وعندما أصابه الملل من حكايات الفتاة قال لها أنه مل منها ومن صراخها ومن إستغاثتها ، إنه رقيق فوق العادة حقيقة ، وهددها بكل هدوء وثير أيضا ، إذا لم تكف عن صراخها واستغاثتها وحكيها هذا سوف يتركها ويمشى ، ولكأنى –باتنين حبيبة متخانقين والبيه هيسيب لها الكافيتيريا ويدفع حساب العصير ويمشى – اعتقد أنه كان محقا ، لقد –زودتها هى كمان – الرجل نظر إليها وتفحصها والحمد لله ولم يعد باستطاعته النظر أكثر إنها نعم جميلة لكن – مش قوى- ثم إنها تخبره إنها تعرف كل شىء عن المتشاجرين وأخبرته وبكل صراحة – لو تقدر تحمى نفسك قبل ما تحمينى يا بيه ادخل معاك وأوريك اللى مستخبيين فى البيوت – لكنه ربما احتاج أمر من النيابة ، ليدخل البيوت التى تطل منها النساء ووراءهن الرجال بالنبابيت والشوم والعصى الغليظة ولن نعدم سيخًا من الحديد تعذر صاحبه فى عصا فوجده أمامه وقال – أهو يفى بالغرض.


ما حدث أنها "خناقة" ربما كانت عادية جدا لأن التعصب والنرفزة هى السمة السائدة بين الناس ، بالطبع يأتى رجال العائلة محملين بالنبابيت وما شابهها من خيرات بلدنا ، ولن نعدم إذا ضربا وتهديم بيوت وحرق زروع وبيوت وقضاء على البنية التحتية ، لو كنت أعيش فى قرية صغيرة ، كنت التمست العذر لمن حولى فهم بسطاء وعاديون لكنى للأسف أعيش فى منطقة حيوية وفى مكان ربما كان متحضرا ،أشعر أنى أشاهد فيلما قديما أبيض وأسود عن زمن الفتوات أو أنى إحدى البؤساء فى شىء من الخوف حيث المفترى عتريس الذى يقتل ويهدم ويتعرض للنساء والرجال والأطفال على السواء وأنه لا قانون ولا شرطة ولا شعب ولا أى شىء .


تم الاتصال بالشرطة التى جاءت – كأنها تمشى على قشر بيض- وكان الضباط- بسلامتهم -فى غاية الهدوء والانسجام والسعادة ، اذكر فى إحدى هذه المعارك الدامية أنى حاولت الاتصال بالشرطة فرد على أحد هؤلاء وقال لى وبكل هدوء:


- هو ايه اللى حصل انتو منين ، وهو الموضوع جد ، ولا حاجة عادية .
بكل غضب وبصوتى العالى أجبته :
- طبعا جد فى ناس بتموت بعض هنا لو سمحتوا لازم تيجوا بسرعة ، الناس بيموتوا بعض.
وأجابنى مشكورا بمنتهى الهدوء المذكور:
- طيب هشوف ، ماشى ادينى العنوان بالظبط .


وأظن هذا نفسه ما حدث عندما اتصل أحد الجيران وأخبر الشرطة التى تفضلت بالمجىء بعد أن راح كل شىء تقريبا ، مجموعة كبيرة من الناس أصيبوا ،حالة من الهرج والمرج والحابل دخل فى النابل ،والنساء التى أهينت ودخل الرجال البيوت مهدمين أركانها وبالطبع الحرائق وما شابه ذلك ، المشكلة أنى متأكدة أن السبب تافه جدا وأنه على سبيل المثال أحد الأطفال تشاجر مع آخر فتدخلت العائلات لفض الاشتباك باشتباك آخر .


لن أنسى أبدا ماحييت منظر الشرطى الذى جاء فى قرب انتهاء المشاجرة ووجد بعض المتشاجرين وبسلامتو حاول الجرى ورائهم – بالخطوة البطيئة – فلم يستطع إمساكه ، وضاعت حقوق الناس ، ولم يستطع أصحاب الحق أن يحصلوا على حقوقهم ، والآن تأكدت أن جرى رجال البوليس فى فيلم إبراهيم الأبيض وراء أحمد السقا هو- شغل سيما- ،لاثبات قدرة احمد السقا على الجرى وقد أثبت الرجل مهارة فائقة ولا نريد أكثر من أن ينعم علينا الله بعداء مثله يفوزفى الأولمبيات ، ولكن بالنسبة لرجال الشرطة فليبارك الله لهم فى كروشهم التى تعيقهم عن الجرى، وذلك سبب غير ارادى فعلا ، فماذا يفعلون إذن ،لقد كان المتشاجر أمام الضابط مباشرة ، لو تقدم خطوة كان أمسك به ، ولو جرى وراءه كان – موته مش بس مسكه- شعرت أن الغضب يجرى فى عروقى ، قلت فى نفسى – والله تعبت – المفارقة الأعجب أن المتشاجر كان خائفًا ومرتبكًا وكان ذلك باديًا عليه تمامًا خاصة أنه توقف للحظة أمام الضابط الذى أتخيل أنه ربما قال هامسًا لنفسه – يا عم اجرى بقى خلى الموضوع يتقفل مش طالبة وجع دماغ – لكن لن تتعجب مثلى عندما تعرف أن إحدى العائلتين بها مخبرين معروفين من أتباع الشرطة بمعنى أنهم – مسنودين - وبعد حوالى ساعتين أو أكثر – بعد وجود حالات وفاة – تفضل الأخوة المحترمون من رجال الشرطة وجلبوا ثلاث سيارات كبيرة أو أكثر مدشنة بالجنود العظماء لحماية الأمن – مثلما حدث فى مسلسل أفراح إبليس- لو أن الصورة ليست قريبة ، وبدأ العرض العسكرى الذى يمكنك أن تشاهد مثله فى عروض تخرج الكليات العسكرية وصوت حماة الوطن يدوى فى أذنك وأن جالس فى شقتك تنظر لما يحدث من وراء الشيش ، لكنك عندما تمعن النظر تجد حماة الوطن العظماء يتلقون أوامرهم بابتسامة بلاهة وغباء جميلة جدا وبأحاديث جانبية ساخرة تعلم أنها كذلك من ضحكات الأخوة الحماة .


وعندما حاولوا السيطرة على الأمر وبدأت الأوامر العسكرية تصدر من حضرت وفخامة الضابط الكبير صاحب الأمر والنهى كانت أوامرهم مباشرة للجيران المتابعين لما يحدث بأن – كل واحد يدخل على بيته ومشفش واحد يبص من شباك ولا بلاكونة –حقيقة لقد قام الرجل بعمل بطولى سيحمى به الأمن ويتغلب على المشكلة وبذكاء شديد جدا.


تتعبنى إطالة الحديث لكنى لا استطيع أنهى كلامى قبل الحديث عن رجال الشرطة الحاة الذين أتوا فى الدفعة الثانية ، وعلى رأسهم قائد عظيم ، أخذ يعلى صوته ويملأ المكان ضجيجا ونعيقا بحثا عن تلك – الصايعة – التى أخبره عنها من سبقوه ،ولم يهدأ له بال حتى وقفت هذه -الصايعة - أمامه وبدأ يرشقها بنظرات تفحصية – ربما أخبره من سبق ورآها أنها مزة فوق العادة فأحب أن يتأكد- لكن ربما لم تثر إعجابه فلم يمهلها حتى تحكى لها وبدأ يطربها وينهرها ويلقى بها بعيدا عنه غير محتمل توسلاتها له حتى يجلب لها حقها وتعويضها عن بيتها المتهدم وبيوت جيرانها المحروقة .


ما فى جعبتى كثير جدا ، لكنى أختم حديثى عن عساكر الشرطة الحماة العظماء وتعاملنا نحن معهم فى الشاعر ، لن أتحدث عن الآخرين ، فحديثى عن نفسى ، بكل أسف عندما أجد مجموعة من الحماة العظماء فى أى وقت من اليوم وأنا فى الشارع فأنا أمشى بعيدا عنهم لأنى ببساطة شديدة أدفع عن أذنى ذلك الكلام البذىء ومعاكسات العساكر فى الشارع ، وإن لم تكن لى فهى لغيرى ، وإن لم تكن هذه أو تلك ، فهو تحرش بالضرب على امرأة عجوز لا حيلة لها .


فيلم "هى فوضى " بعض الوقع وليس كله ، زمن الفتوات ابتدأ

هناك تعليق واحد:

  1. صح ياشوشو الشرطة في خدمة اتنين اولا المزز ثانيا الرتب
    حسبي الله ونعم الوكيل

    ردحذف