13 نوفمبر 2010

سعادة


اليوم رائحة عطر أعرفها تتجول داخلي تسري في عروقي وفي دمائي ، اليوم أنا هنا وهو هناك بعيدًا لا أعرف حتي في أي مكان بالتحديد ، لكني أعرف أنه بعيد ، ابتسامة مراوغة تتشبث بكبدي الصغير وتنتعش إذا ما وصلت إلي رئتي، كل شيء بداخلي عطري ومبتهج ،أشبك يديَّ وأضعهما تحت ذقني وابتسم، أنظر أمامي حيث ظل هاديء ووثير لخواطري يبرق بالانتشاء من فتحة عيني الواسعة، انظر إلي المرآة ، عيني تزداد اتساعًا ،موج له طعم البرتقال الحلو يدغدغ كل وجداني ،أبدو امرأة أخري لا تشتاق إليه، أبدو كيانًا غريبًا لا يحزن لعدم وجوده بجانبي ، أبدو أنا ولكن بدون هذه الشراسف الخائبة من ظلال الحزن تعبث تحت جفوني وتزيل عني متعة الحياة .

لا زلت ابتسم بنشوة جنونية وأملأ أوردتي – بعد أن استيقظت مبكرًا- من النسيم الصباحي المنعش، وحملت حقيبتي وخرجت إلي العمل ، لأقضي يومًا –بدونه-من أجمل الأيام .

لم أبحث عنه مرة واحدة وأتلفت حولي بانتظار صدفة يلقيها القدر ككرة صغيرة حتي تصل إلي وأنا غير مبالية، كل سوسنة في الحديقة تنشر ريقها فوق أنفي وكل عبير يتراقص كالفراشة أمام عيني ولا زلت أؤكد أن كل هذا يحدث وهو بعيد عني، وشوشة المياه المنتشرة أمامي والتي تتناثر بفعل دائرة مرحة حول النافورة وخمس نجمات هربن من ليلة أمس وأضأن يومي بمزيد من الوهج وحرارة الانطلاق، ولازلت أؤكد لنفسي أنه ليس هنا ، أنا أعرف طعم السعادة بدونه.

أغمض عيني وأرتشف نفسًا عميقا من آخر نقطة داخلي ، وأهتف وأنا أجري في الشارع كطفلة صغيرة بضفائر وأقول إنه ليس هنا ، ليس بجواري، لكنه ينام مطمئنًا بداخل قلبي .

هناك 5 تعليقات:

  1. الله الله الله الله الله
    بجد جميلة جدا جدا يا شوشو ... وفعلا وصل لى الاحساس بتاعك بكل وصفاته ...

    دمتى مبدعة يا موناليزا :))

    ردحذف
  2. هبه ربنا يخليكي يا حبيبتي مبسوطة انها عجبتك

    ردحذف
  3. حلوة ياشيماء والنهاية فاجأتني
    العنوان حلو اوي مناسب جدا للقصة
    بانتظار المزيد من الابداع
    تقبلي مروري

    ردحذف
  4. شكرا يا نسمة تسلمي

    مرورك يسعدني

    ردحذف
  5. شعور غريب فعلا كل هذة السعادة لانة غير موجود؟؟؟ احتمال !!! لكن قلمك رائع وتصوراتك اروع

    ردحذف