16 فبراير 2011

حياة في بالون

كان رجلا من بين رجال كثيرين رأيتهم في حياتي،يتلصصون علي كل ما فيه"هي"يحاولون الدخول إلي هذا العالم الخاص "بها وبي"،أنا لا اعتبره شيطانًا ولكني أكره أن أتخيله وهو ينظر لي من ثقب عقله ويحاول أن يراني وأنا أبدل ملابسي،كان حديثي معه ناعما جدا،يستطيع بسهولة أن يدخل شرفتي ويتلعثم وبصدق يبدو حقيقيًا يوحي لي أنه خجول وأنه لا يجيد الحديث مع امرأة ذكية قد تطيح بما يمتلكه من بقايا عقل دمرته النساء الذكيات،يعجبني حديثه الإنسيابي الشفاف عن خيالات وأحلام بحياة مرمرية لطيفة،يدخلني وبسهولة ويسر إلي عالم فضفاض يشبه بالون كبير ليس فيه أحد سوي أنا وهو،وثالثنا محاولاته المستميتة لإثبات عذريته المفرطة وخجله الجم،فأكره نظراتي الخطرة إليه وأخاف علي عذريته الحية وأموت بداخل جلدي خوفًا علي رقته وهشاشته فلا أملك سوي أن أثقب بالوننا الكبير،وأقفز خارجة منه،بعد أن حكوت له كل شيء عنها،عن"هي"،وقد اطمأن خاطره إلي أن أخري تنظر من بعيد إليه،تري فيه صورة ملائكية ل"هو"،الذي لا يتللصص عليها،ولكنه يخفي شيئًا ما داخل عينيه،يغريها حب الاستطلاع لكي تدخل معه بالونًا كبيرًا،فتبدأ في نفخ الهواء بحرص حتي لا تزعجه وهو نائم،يبدو لها مثل ملاك،لكني أراه رجلا من بين رجال كثيرين رأيتهم في حياتي،أنظر لقائمة الحكايا فأراها ناقصة،فأترك النهاية لها تكتبها هي بعد أن تقفز مثلي من البالون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق