24 سبتمبر 2011

عن سليمان وخاتمه العجيب

لست من هواة متابعة التلفزيون أثناء شهر رمضان وأستطيع القول أني لم أشاهد أثناء رمضان الماضي أي عمل حتي مسلسل الجماعة-الذي لم أشاهده بعد-ولكني هذا العام ربما من أجل تغيير ما في سيكولوجياتي الداخلية قررت أن أتابع التلفزيون وشاهدت بعض البرامج الحوارية مثل:من أنتم-وبسمة ليست قوية في دور المذيعة-وبرنامج الشعب يريد لطوني خليفة المحاور الشقي،ولقاء د.لميس جابر وهو ممتع حقا.

أما المسلسلات فهو علي رأسها هذا العريني الذي يدعي سليمان

أما الخاتم

فهو سؤال لن يجيب عليه مقالي هذا.

ما هو الخاتم،إلي ما يرمز؟ماذا كان في خاطر محمد الحفناوي الكاتب الداهية حينما وضع الخاتم في علبة إكسسوارات تحملها امرأة بائعة تجول الطرقات يرتسم علي وجهها ملامح مصر؟

هل الخاتم أمل؟

هل إيمان الشعب المصري بفكرة المخلص؟ذلك الزعيم أو البطل أو الأسطورة أو التميمة التي تجلب الحظ وتغير وجه الأرض أمام عيوننا بمجرد ارتدائها؟

هل هو بديل زمني لمصباح علاء الدين،وعفريته الذي يخرج ماردا جبارا من قمقمه القديم؟

ماذا كان سيحدث لو لم يضع سليمان الخاتم في أصبعه؟

هل كانت ابنته ستظل رهن محبسها ولن يقابل الإعلامية ملك؟

هل الخاتم هو الذي صنع ثورة مصر وفجر الحماس في قلوب شباب في عمر الزهور الربيعية الحالمة بكل ما تحمله الرومانسية من رفاهية الحلم والذوبان في عالم هاديء ولطيف؟

الخاتم الحلم،أو الخاتم العجيب،لقد رسم الحفناوي في عمله الفني"خاتم سليمان"صورة لمخيلة الرجل المصري أو ربما كان العربي،الذي يؤمن جدا بفكرة الإله المخلص أو القدرية المنقذة،جعلني وأنا أشاهده لست فقط أعجب بشكل الخاتم وبساطة تكوينه ولكني أتمني أن أنزل إلي الشارع وأجد سيدة تحمل العلبة نفسها وتنقش علي وجهها ملامح مصر فتعطيني خاتما يغير حياتي إلي الأفضل-طبعا-وربما اسميته "خاتم شيماء".

أين هذا الخاتم الآن

هل هو في العمل؟

هل هو في الإيمان بالله وأن غدا أفضل؟

هل هو في أن نسمو برغباتنا وأن نبتعد عن الأوهام كما تقول أغنية تتر المسلسل"فوق واتحرر من أوهامك،العمر بيخلص قدامك"؟

كل تلك الأشياء كانت من بديهيات سليمان العريني ومبادئه في الحياة

هل لأنه شخص مثالي استطاع أن يحصل علي الكنز كما تقول حكايات الأجداد والجدات عن الشاطر حسن الذي كان خلوقا فكافأه القدر بأن نال ست الحسن والجمال.

هل نذوب في الحب والتوهان اللذيذ في خلق الله وفي حمامات تهدل ونجلس في شرفة تطل علي النيل ونستنشق هواء نظيفًا ونأكل الفول المدمس في الأماكن الشعبية كي نحصل علي الخاتم؟

لقد ذكرت سابقا أن المقال لن يجيب عن الأسئلة

ربما كانت أسئلتي مجرد عرض لما يجب أن يكون عليه حالنا هذه الأيام،فهي إذن ليست تساؤلات تبحث عن إجابة ولكنها رجاءات تبحث عن منفذ.

يرجونا بكل تهذيب وأدب وذوق محمد الحفناوي أن نرتدي الخاتم

أين الخاتم؟

وهل نصنع عددا من الخواتم لكي تكفي لشعب أو لأمة كبيرة مثل أمتنا العربية؟

أم يجب علينا أن نكون جميعنا وبلا استثناء "سليمان عريني"{"عاشق سارح في الملكون،ميهموش العمر يفوت،يدفع في الحرية حياته،ولو اتكتف للحظة يموت"}

أيها السليمان:أنا معجبة بك

أيها الحفناوي:أنت رائع حقا

المقال منشور في مجلة منبر التحرير


هناك تعليق واحد:

  1. حلوة اوى وحلوة فكرة القدرية اللى عند الشعب عندنا دى رائعة يا شيماء انتى وافكارك

    ردحذف