7 أكتوبر 2011

ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟


كانت تدمع عيناي حينما أري الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر وطلعته البهية علي الشاشات،خاصة حينما أشاهد أغنية لعبد الحليم حافظ يتحدث فيها عن بناء السد وعن إنجازات ناصر العملاقة في ذلك الصدد.

وأقرأ كثيرًا وأشاهد كثيرًا أيضًا عن إنجازاته التي لا أستطيع إنكارها أبدا،فمن أنا كي ألغي عصورًا رائعة من رفع الرأس وانتصار العدالة.

وهذا ما لا أريد أن أتحدث فيه،إنطلاقًا من عدم تشجيعي الحديث فيما مضي،وبناء ناطحات سحاب من الأهات التي تتحسر عليه وعلي ما جري فيه وما كان.

أنا فقط أتساءل،ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟وماذا أيضًا لو عاش السادات أكثر؟ماذا كان سيحدث.

السيناريو الذي أتخيله كالآتي:

أولا:انطلاقا من كوننا شعب عاطفي جدا كنا سنعشق عبد الناصر أكثر ومع مرور الزمن سيصبح الإله"عبد الناصر المقدس"،وإذا مات بعد هذه المرحلة كنا سنصنع ضريحا له كي نزوره ونأخذ بركته،فالمرحوم قدس الله روحه،لم يكن فقط أخ أكبر أو أب-لطبقة الشباب بالطبع-فلقد كان الرمز الذي حكم البلاد لعقود طويلة وكان أعزه الله سببا في حياتنا وموتنا وصحتنا ومرضنا وكل شيء في حياتنا.

ثانيا:انطلاقا من كوننا شعب صانع للديكتاتوريات فسوف نسلم-بابتسامة بلهاء غبية-ذقوننا،ولابد من الذقون طبعا لأنها سنة وحتي يرضي عنا الله،الذي وهبنا خليفته علي الأرض،وسوف يتحول عبد الناصر إلي ما هو أبشع من المخلوع ولن يموت أبدا وفي جيبه عدد من الجنيهات.

ربما أحب الله جمال عبد الناصر وأراد أن ينقذه من هذا المصير الشنيع،وأراد أن يدخله الجنة،فقبض روحه مبكرًا-بدري بدري-قبل أن يصنع منه الشعب المصري العظيم،أكبر ديكتاتورا في تاريخه،ليس فقط لقدرة الشعب العظيم علي صناعة الديكتاتورات،وإحكام صناعتها ووضع استيكر"صنع في مصر"الذي نفتقده إلا قليلا،ولكنا نراه واضحًا فوق جباه حكامنا منذ عصر الفراعين،ولكن لأن جمال نفسه كان رجلا عظيما حقا،وقد رحمه الله من سوء العاقبة.

كل ما يحدث حولي يجعلني أحمد الله كثيرًا لموت عبد الناصر،فالرجل يستحق أن يموت قبل أن يهلكه الشعب،ويستحق أيضًا أن ينقذه الله من براثن يد مجهولة لا أعلمها في الحقيقة هي التي ربتنا علي دخول مطبخ الديكتاتورية وصناعة خلطة سرية،لا نقرضها سوي لشعوب عربية شقيقة-فالأشقاء أولي ببعض خاصة في أمور الخير هذه-وأتساءل أيضًا من الديكتاتور القادم الذي سنشارك في إطعامه-بالهناء والشفاء-من خلطتنا السرية العظيمة.

معظم مرشحي الرئاسة الحالين شخصيات لا ترقي لدرجة الثقة في تسَلُّم مقاليد الحكم في مصر،ولذلك أري السيناريو القادم واحد من أمرين:

أولا:أن يملكنا أحد-فنجرية البق-الملهمين وساعتها يستطيع الرجل أن يشرب الخلطة قبل أن تظهر نتيجة الإنتخابات،وأقول له:معك حق،وإن لم تفعل لغضبت منك.

ثانيا:أن ينقذنا الله برحمة من عنده،بمعجزة تحول المادة الوراثية في خلايا المصريين من نعم وحاضر وبس،إلي أفهم الأول.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق