12 نوفمبر 2011

أنا تبع جمهورية نفسي


دائما الحديث في السياسة يتبع ذكر الإخوان المسلمين،وذكر غيرها من الجماعات الإسلامية،منذ فترة جلست مع بعض أقاربي ومع الوقت تسرب الحديث منا إلي السياسة،وكعادتي هاجمت الإخوان ولم أدافع عن الليبراليين واللذين لا أجيد نطق اسمهم ولذلك أتهرب من نطقه بشتي الطرق،أصاب الإندهاش أقاربي مما حداهم بسؤالي وهم في شدة الإستثارة"أمال انتي تبع مين"قلت لهم أني تبع دماغي،رئيس جمهورية نفسي،لا أجد في الإخوان كفصيل سياسي ما يشبع رغبتي ويرضيني كي أكون معهم،ولا أري في الليبراليين كفصيل سياسي ما يطمئن قلبي كي أكون معهم.



أما عن الإخوان فأقول لهم:"أعزائي الإخوان أفيقوا يرحمكم الله"،يقول لي زميل إخواني،لا تأخذي معلوماتك عن الإخوان من غيرهم،بل اقرأي لهم،يا عزيزي الإخواني الواقع أشد الكتب صدقًا من الورق،الواقع يقول أن الإخوان هم كنيسة الإسلام للأسف الشديد،قالت لي زميلة أنها معجبة جدا بتنظيم الإخوان،ولكنها ليست إخوانية ،عجبت من أمرها،ولكني بعد ذلك فهمت،إن الإخوان كجماعة من الداخل ينفذون بعض تعاليم الإسلام بالفعل،وهو ما أرجوه أن يحدث في كل العالم الإسلامي،ولكن..،قلت لابن عمي أن الإخوان يفعلون الصح في الطريق الخطأ،فنظر إلي مستغربًا جدا خاصة وهو رجل إخواني،قصة صغيرة من الواقع تضعنا علي الطريق إلي فهم جملة"الإخوان هم كنيسة الإسلام"زميل لي يخبرني وهو في أشد حالات الأسي والحزن أنه فقد صديقه منذ فترة،صديقه رجل جيد ولكن العلاقة فترت جدا في الفترة الأخيرة بينهم،وعندما سألته عن الأسباب قال لي إن صديقه رجل إخواني،ويريد منه الإنضمام للجماعة وهو يرفض الكثير من تعاليم الجماعة كفصيل سياسي وعندما يأس الإخواني منه،بعد طول صبر وانتظار ابتعد"بحبة لطلافة"،ولا أستطيع أن أنسي أبدا أني في كل حوار مع إخواني كنت أسمع جملة:"وإن شاء الله هتكوني من الجماعة قريب"،أحب طمأنة الإخوة أن هذا الأمل مستحيل التحقيق،لقد شاهدت لقاء محمد بديع مع الإعلامية مني الشاذلي،كدت في الحقيقة أن أبكي ولكن الدمع لم يتجاوز مقلتي،دائمًا أقول عن هذا الكلام المؤثر إنه:كلام حق يراد به باطل،انتحار الإخوان في التمسك بالسلطة وإعلاء مكانة الجماعة من أشد أخطاء الإخوان ضراوة،خطأ فادح أن تفضل الجماعة كاسم يمكنني أن أنتحله وأتمتع بمزاياه وأنا أكرهه،لنتخيل أن زميلي استجاب كارهًا لرغبة صديقه الإخواني لا لشيء إلا لأنه يريد الإحتفاظ بصديقه الذي رغم ادعائه التمسك بالدين الذي يدعوك لأن تشد عضد أخيك بك،كان سيحدث المشهد الذي نراه يتكرر كثيرًا جدا،وهو أن يترك الجماعة مستاء غير قادر علي احتمال المزيد من الأشياء التي يرفضها ويخرج منها سابًا إياها كما يفعل الكثير،بالمناسبة لم أكن يومًا ضمن جماعة الإخوان وانفصلت منها ولكني أهاجم أخطائها الفادحة التي تؤثر سلبًا علي المجتمع من حولي وأري أخطائها واقع أعيش به،لا فرق عندي بين الإخوان وبين الكنيسة ولا أقول(المسيحية كدين)لكني أقول الكنيسة كنظام مؤسسي له قواعده التي يسير عليها الكثير رغم أنهم يكونون أحيانًا رافضين لها،الكنيسة دولة داخل دولة،والإخوان دولة داخل الإسلام،لا تستطيع أن تعيش وسط الإخوانيين إلا إذا دخلت بتأشيرة تحمل تمتعك بالجنسية"الإخوانية"والانضمام للجماعة،لا أعمم هذا التصرف ولكني لا أستطيع أنكاره،وكما هو معلوم ليس الناس علي درجة واحدة من الوعي،لكن هذا لا يغفر للإخوان تمزيق الأمة الإسلامية إلي جماعات،وتنطبق الجملة الأخيرة علي كل الجماعات الإسلامية المتناحرة علي السلطة والتي"تتخانق"مع بعضها علي"أكثرية العدد"ويفرحون بانضمام عضو جديد لهم فرحة من كان خارج الدين ثم دخله بدخول هذه الجماعة أو تلك،يا خبر،هذا هو المعيار لديكم؟!،كل جماعة تفعل المستحيل كي تزيد من أعداد متبعيها،علي ماذا تتنافسون؟،لا أعرف كيف تجرون وراء أوهام كتلك،الإخوان لم ولن يصبحوا خلافة إسلامية في مصر،لقد أثبت التاريخ بالدليل القاطع فشلا ذريعًا لنظام الخلافة،وليس الدولة المدنية تعني أن نخرج الدين من مارثون الحياة،الدين سلوك مع الآخر وليس كارت اسمه الجماعة،إن لم أحصل علي هذا الكارت لم أكن حاملا للدين،هذا هو ما يحدث للأسف،انضمامك لأي جماعة إسلامية يحمل بالضرورة معني أنك رجل ورع وتقي،وعدم انضمامك لأي منها يحمل شك في مدي تدينك إلا أن تثبت بالدليل القاطع،وتقول بصوت عالٍ:أهوه أنا عندي دين والله،بعرف ربنا،الجماعات الإسلامية مزقت الأمة بتناحرها المستميت علي السلطة وعلي عدد الأصوات،الإسلام جماعة وليس جماعات،ما يحزنني أني عندما تولي أحد الإخوان منصب قيادي قلت:رجل كويس،بس عيبه أنه هيحاول"يأخون"الناس كلها،الإخوان يضعون"اسم الدين"علي كل منتج يحاولون صنعه،والليبراليون يزيلون"اسم الدين"عن كل منتج يرونه،ولقد احتار الدين بين الفئتين وهو بريء منهما تمامًا تمامًا،وكلاهما خاطيء من وجهة نظري،ولا يعرف الدين جيدًا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق