20 يوليو 2010

" والاذن تعشق "

أقول .... لم يلفت نظرى فى الحقيقة ، ولم اهتم به كثيرا ، ولم أبحث وألهث وراء آراء النقاد عنه ، واتهامه بالذندقة ، والشعوبية والكثير غيرها من الاتهامات ، لم اهتم كثيرا بهذا الشأن ، رغم أن امتحان الشعر العباسى كان معظمه فى هذه السنة خاص به وبأخباره وآراء النقاد فيه ، وقد حفظت الكثير من شعره ، لكن ما استوقفني فعلا هى أبياته التى يعبر فيها عن حبه لفتاة من خلال صوتها ، ومع العلم بأنه كان أعمى والعلم أيضا بأن شكله كان دميما ، يمكننا معرفة مدى معاناته فى هذا الحب أو قل إذا شئت البؤس ، يقول الشاعر بشار بن برد:

يا قوم أذنى لبعض الحى عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا

نعم ، هو ذلك بالفعل ، يعبر عن مشاعره مدافعا عنها وذاكرا الأدلة والبراهين التى تؤكد صدق شعوره وأيضا أحقيته فى هذا الحب و أخيرا الدليل على صحة هذا الحب وطبيعيته ومنافاته للخيال والاستحالة فـ" الأذن تعشق قبل العين أحيانا " ، واستطيع أن أقرأ وراء كلمة أحيانا هذه أنه يعرف أن حالته استثناء لقاعدة هى الحب المعروف أن يرى أحدهم شخصا فيقع فى حبه ، سواء من النظرة الأولى أو الأخيرة أو التى هى فى الوسط ، المهم النتيجة ، ويقر أيضا ويعترف أنه برغم مشروعية هذا الحب وطبيعيته ، فهو يمثل حالة استثنائية أيضا .
وأنا بصدد التفكير بها والبحث وراءها ، لفت نظرى أنه قال " يا قوم أذنى " وإذا تعرفنا على أغنية صباح التى قالت فى طى كلماتها " غضب عنك راح تحت ، ذنبك إيه ذنبك بحبك هو بعد الحب ذنب " ستعرف بالطبع السبب وراء نفيه العشق عن نفسه ، وإلقاء التهمة على أذنه المسكينة ، " يا قوم أذنى " .
وللقصيدة بقية ادعوكم لقراءتها .

هناك 3 تعليقات:

  1. الفاضلة الموناليزا تحية فى البداية لهذه الرؤية والاستقراء لشاعر جميل رغم كل ما قيل عنه وبيت من اجمل ما نقله إلينا التراث الشعرى وفرادة ما جاء فيه من فكرة لم يسبق اليهاأحد
    والجانب الأول وهو إمكانية حب من لم نره فهذا وارد جدا عند أصحاب الحب الصوفى المحبين للأرواح لا الأجساد وهذا النوع من الحب كان موجودا فى العصر العباسى(عصر الشاعر فهو من المخضرمين عاشى الأموى والعباسى) وجد هذا النوع من الحب كتيار مضاد للحب الماجن واللهو فى تلك الفترة والذى تطور فصار حبا للذات العلية الجديرة بكل حب البعيد عن كل غرض المتحرر من تلك الجسدية ليحلق فى عالم الأرواح فكان الحب الإلاهى
    أو أصحاب الحب الرومانسى الذى نشأفى أوربا كرد فعل للانحلال الخلقى والجسدية المفرطة عندهم ثم انتشر فى كل بلاد العالم
    أما عن قول صبوحة واسقاطه على شاعرنا واستخلاص عقدة الذنب وراء حب بشار فهذا أمر طبيعى منه أن يستشعر أن حبا من أعمى دميم الخَلق فاحش الخُلق(وإن كان فحشه ناتج عن سخطه على مجتمع يرى أنة يظلمه حين يحاسبه على اشياء ليس له يد فى أختيارها)وهو بعرف من نفسة تلك الصفات فليس موضا لأن تحبه امرأة ومع ذلك هو بشر يحب ويكره فكان هذا الشعور فهو لا يسنطيع منع نفسة من أن تمارس هذا الحب وأن تستشعر بقاءها من خلاله وقد تناولت أفلامنا العربية هذا الأمر وظهر جليا فى فيلم باب الحديد للمخرج يوسف شاهين حينما صور النفس الساكنة جسدا قبيحااو معيبا العاشقة للجمال بغض النظر عن مقاييس هذا الجمال فهو فى الفيلم ركز على الجمال المادى او الجسدى لا الروحى ... وكيف واجه ذلك الأمر اضطرابات نفسية وتطور انفعالات الشخوص ... وتمرد العاشق على واقعه المعيب وكيف كان المجتمع ينظر إليه فهو ضحية للمجتمع الذى يقيم الناس من خلال أشياء لا يد لهم فيها

    ردحذف
  2. قوم أذنى لبعض الحى عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
    بالطبع قصيدة تستحق القراءة ، شكرا لجهدك الوافر

    ردحذف
  3. انا ايضا حينما درست هذه القصيدة اعجبتني جدا جدا وعكفت عليها افندها حرف حرف ليس فقط للمذاكرة وانما للاستمتاع بما ورد فيها من كلمات ومعاني رقيقة وجميلة
    مشكورة اختي شيماء فبتناولك هذه القصيدة حركت مشاعري الكامنة مرة اخري
    كما ان اسلوبك في تناول هذا البيت جاء جميلا
    دمي اختي واسلمي
    تقبلي مروري

    ردحذف